سامية شنن ...إعدام وطن
مقال 15 بقلم سامى العربى ...بتاريخ 16-3-2015
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سامية شنن .....هى إحدى الأمهات الحرائر فى زمن كثرت فيه إماء البيادة ومنافقات العسكر ...تنتمى إلى قرية من أطهر قرى مصر على الإطلاق ..قرية أبت الذل والقهر من أول لحظة وقع فيها الإنقلاب العسكرى على الرئيس الشرعى المنتخب ...قرية أرقت مضاجع قوات أمن الإنقلاب ...لا يمر يوم إلا والمسيرات والمظاهرات تملأ شوارعها ...ألا وهى قرية كرداسة العزة والكرامة والإباء ..إحدى قرى محافظة الجيزة ( المحتلة من العسكر) ..
و كانت هذه الحرة ( سامية شنن ) وأبناؤها فى مقدمة صفوف الثوار فى قرية كرداسة ..ولكى تقضى قوات امن الإنقلاب على هذه المسيرات والمظاهرات اليومية ..أخذت تقتحم منازل الشرفاء الأحرار ..فذهبت مليشيات الإنقلاب ..ذات ليلة إلى بيت الحرة سامية شنن ..لتعتقل أبناءها عنوة و تحت تهديد السلاح ..فلما لم تجد أبناءها الأحرار فى البيت ..قاموا باعتقالها هى بالقوة ..وألقوها فى قسم شرطة مركز كرداسة ...وقاموا بتعذيبها وسحلها برغم كبر سنها ....ليكون ذلك بمثابة عامل ضغط على أبنائها الأطهار... ليسلموا أنفسهم لقوات أمن الإنقلاب ....وحرصا من أبنائها على سلامتها من قهر وبطش العسكر ..بالفعل قاموا بتسليم أنفسهم ليخلصوا أمهم من التعذيب الواقع عليها ..إلا أن مليشيات الداخلية لم تفى بوعدها ( كعادتها ) ولم تفرج عن أمهم الحرة (سامية شنن ) ..بل ألقتهم جميعا ( الأم وأبناءها ) فى زنزانة قسم الشرطة ...وانهالت عليهم ضربا وتعذيبا وسحلا ...
ولم تكتف قوات العسكر بهذا ... بل قامت بتلفيق قضية جنائية للأم وأبنائها ( تهم لم يرتكبوها أصلا ) ..حيث وجهت لهم قائمة عريضة من التهم... ادعت فيها أنهم قاموا باقتحام مركز شرطة كرداسة ..وزادت التلفيق باتهامهم أنهم قتلوا 11 ضابطا من قوة القسم والاستيلاء على أسلحتهم الخاصة .. وكانت الحاجة سامية شنن تذهب كل جلسة إلى قاعة المحكمة وآثار الضرب والتعذيب تغطى كل أجزاء جسمها ..( وهى الأم الكبيرة فى السن ) ..وبعد جلسات ومداولات ومحاكمات طويلة للحرة وأبنائها ...حكمت عليها محكمة الإنقلاب بالإعدام شنقا ..وتم التصديق على الحكم وتحديد يوم 18 من مارس الجارى موعدا لتنفيذ حكم الإعدام ..وبالطبع معها فى نفس القضية الملفقة إبناها الإثنان وتم الحكم ( زورا ) عليهما أيضا بالإعدام ...
ومن المعلوم ان قضية الحاجة سامية شنن ليست هى الأولى التى حكم فيها بالإعدام على أحرار رافضين لذل وقهر العسكر ويتم التلفيق لهم قضايا جنائية ...بل سبقها مئات ومئات من المحكوم عليهم بالإعدام ...إلا أنها تعتبر الثانية التى يتم التصديق لها على حكم الإعدام وتحديد لها موعد محدد لتنفيذ الحكم ألا وهو الأربعاء المقبل مباشرة ..حيث كان الشهيد (بإذن الله ) محمود رمضان الذى لفقت له قضية إلقاء الأطفال من خزان منزل بالإسكندرية ..وتم تنفيذ حكم الإعدام الأسبوع الماضى ..كان هو أول من ينفذ فيه ( ظلما ) حكم الإعدام ..كأحد المناهضين للانقلاب والمناصرين للحق والشرعية ...
لكنها أول قضية يحكم فيها بالإعدام على أسرة كاملة ..( أم وابنيها الإثنين ) ...ولا شك أن تكرار الظلم الذى وقع على محمود رمضان ..فى الحاجة سامية شنن ...فهو ليس إعدام لأم حرة لم يكن ذنبها إلا أنها أبت الذل والركوع لقهر العسكر ومليشياتهم ..بل إعدام وطن بأكمله ...لأنه حينما تنقلب الموازين وتتبدل المقاييس ..ويصبح الحر محكوما عليه بالإعدام فى حين يحمل القاتل على الأعناق ...فإننا لا نعيش فى وطن حقيقى ..إذ أنه حينها قد حكم على هذا الذى كان يوما وطن ..حكم عليه بالإعدام ...فهو يعدم فى كل مرة يعدم فيها حر أو مظلوم ..وحينما يقتل طاهر من الأطهار ..وحينما تسحل وتعذب وتغتصب حرة من الحرائر .. حسبنا الله ونعم الوكيل .