السبت، 28 مارس 2015

الصدام المحقق بين آل سعود و آل حوثى

 · 

‫#‏فكر_بصوت_عالى
على وقع الأحداث ....
دق طبول الحرب فى اليمن
(( الصدام المحقق ......بين آل سعود و آل حوثى ))
 بتاريخ 25-3-2015
بقلم | ســــامى العـــربـــــى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

= إن المتأمل فى المراحل التى سبقت انقلاب جماعة أنصار الله (الحوثيين ) على الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى واستيلائهم بقوة السلاح على العاصمة اليمنية صنعاء بما انطوت عليه من سيطرة على المؤسسات الحكومية و مقار الوزارات السيادية والقصر الرئاسى ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع وغير ذلك ..من يتأمل فى ما سبق كل ذلك.... سيلاحظ جليا أن الحوثيين أبوا التوصل إلى أى اتفاق سياسى من خلال الحوارات العديدة والمطولة بينهم وبين الرئاسة الممثلة فى هادى وبين باقى القوى السياسية التى شاركت فى جلسات الحوار الوطنى و التى توسط فيها المبعوث الأممى جمال بن عمر ...ذلك وهم فى حالة لم يكونوا بعد قد سيطروا على زمام الأمور فى صنعاء ..فما بالك وقد سيطروا بالفعل عليها أتراهم يتراجعون ويقبلون بالحوار أو بأى نتائج سياسية هى بالقطع لن ترضى أطماعهم الإحتكارية ..

= فلسان حالهم الآن فى اليمن تجاه آل سعود يقول ...((هل يكون ابنى معى ...ثم أتركه يضيع من بين يدى ..لأبحث عنه فيما بعد )) أى أنهم وصلوا إلى مرادهم بالسيطرة المسلحة على أركان ومفاصل الدولة خاصة تلك التى تشتمل عليها أهم محافظة يمنية ( صنعاء ) ....ولا يرى أى مراقب للوضع فى اليمن ..بصيصا من الأمل للحل السياسى بين الأطراف المتعلقة بالأزمة اليمنية ( المحلية منها والإقليمية والدولية ) ولا يبدو فى الأفق على الإطلاق ما يدلل على إمكانية الجلوس ( مجرد الجلوس ) على طاولة المفاوضات أو التوصل إلى تسوية سياسية ترضى جميع الأطراف أو على الأقل تقلل من حدة التوتر وسوء الأوضاع المتفاقم يوما بعد يوم بين اطراف الصراع اليمنى اليمنى ...واليمنى الإقليمى ...واليمنى الدولى ...بل على العكس من ذلك تماما ..فإن كل المؤشرات على الأرض تقود إلى طريق الصدام المباشر بين أطراف الصراع ولكن الصدام هذه المرة سيخرج من كونه محليا إلى كونه إقليميا ...

= ففى ظل المعطيات الجديدة على أرض الواقع سيتحول الصراع إلى مرحلة جديدة ألا وهى مرحلة صراع القوى المحركة للأطراف الداخلية فى اليمن ..ونقطة البدء فى ذلك ربما تكون اليوم أو غدا أو خلال فترة وجيزة ..حينما تقوم المملكة العربية السعودية ( الحليف الإقليمى الأبرز لمنصور هادى) بحشد قواتها العسكرية والميدانية على الحدود اليمنية السعودية استعدادا للهجوم على مقرات جماعة الحوثيين فى اليمن وعلى المناطق التى يسيطرون عليها ...ويقينا لن يقف الحوثيون مكتوفى الأيدى بل سيقومون بالرد المباشر على ضربات ال سعود وعلى ما يسمى بدرع الجزيرة ...ومن ثم نصل إلى مرحلة تدخل ( الحليف الإقليمى للطرف الآخر وهى دولة إيــران )..وتصبح الحرب هنا ليست حربا بين أطراف محلية يمنية ...بل تخطت ذلك إلى كونها ..حرب إقليمية ...بصبغة سعودية إيرانية ...على أرض يمنية ..

= وهنا نكون قد وصلنا إلى الوجه الحقيقى للصراع المقنع الغير مباشر بين أطراف الصراع اليمنى الحقيقين ..إذ أننى أرى أن الصراع اليمنى ليس صراعا يمنيا يمنيا بالأساس رغم أنه ربنا يبدو فى ظاهره هكذا ..بل هو يذكرنى بالحرب الباردة التى امتدت من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية الثمانينيات وانهيار الإتحاد السوفيتى والتى كانت بين القطبين الأكبر والأقوى على الأرض ( بين الإتحاد السوفيتى قبل انهياره ..وبين الولايات المتحدة الأمريكية فى عز مجدها وقوتها ) وهى ما تسمى فى العلوم السياسية بحروب الوكالة ..حيث لم يكن الصراع مباشر بين امريكا والإتحاد السوفيتى ..بل كان كل منهما يحرك أطرافا تابعة له لتحقق أهدافه ضد الطرف الآخر أو على الأقل تفسد أهداف الطرف الآخر ...

= وبالعودة إلى النموذج اليمنى ..نرى أن إيران تشن حرب باردة أو حرب بالوكالة على المملكة العربية السعودية من خلال حليفها الداخلى فى اليمن ( جماعة الحوثيين ) وكذا تحاول المملكة الرد على هذه الحرب من خلال حليفها الداخلى ( منصور هادى ) ولكن الأمر لم ولن يتوقف عند ذلك ..حيث سنرى فى الفترة المقبلة أن الصدام سيكون مباشرا بين تلك الأطراف التى تمثل طرفى حرب باردة او بالوكالة حينما تخرج الأمور فى اليمن عن السيطرة بتدخل مباشر من الخليج عامة والمملكة السعودية خاصة ...

= وهنا لن تقف إيران مكتوفة الأيدى تتفرج على حليفها ( الحوثيين ) يضرب من قوات درع الجزيرة ..وحينها ستكون اللحظة الفارقة والتى سيظهر فيها الوجه الحقيقى للأخطبوط الإيرانى الهائج الذى لن يستطيع أحد إيقافه والذى لن يتوانى عن توجيه الضربات إلى أى طرف يحاول مجرد محاولة مس حليفه الداخلى ( الحوثيين ) خاصة بعد أن حققوا مكاسب لم يكن لإيران أن تحلم بها فى ظل فترة وجيزة للغاية ...وستكون الأيام القليلة القادة حبلى بالأحداث والشواهد العملية على كل الكلام الذى ذكرته فى هذا المقال ..وحينها ستصبح المملكة فى وضع أكثر حرجا من ذلك التى هى عليه الآن ..ولكن قبل أن نستيق الأحداث عن ماذا سيحدث بالضبط ..لنرى ما ستسفر عنه الساعات والأيام القادمة ...وتذكروا جيدا هذا الكلام .....!!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق